غملوش: لقبي كسفير للسلام يحملني مسؤولية مضاعفة  والحرب هي أسوأ ما يمكن ان يعيشه الانسان

haidar

لفت السفير العالمي للسلام حسين غملوش، الى أن مآسي الحروب وعبثيتها دفعاه الى قبول لقب “السفير العالمي للسلام”، وقال في مقابلة صحافية في روما: “هذا اللقب حملني ويحملني مسؤولية مضاعفة عن بقية الناس، ليس فقط لعيش السلام في داخلي ومع المحيطين بي من عائلتي واصدقائي ومواطني، بل والعمل على نشره على مستوى الافراد والجماعات والدول، كي لا يبقى كل ما ننادي به مجرد حبر على ورق”.

وقال في مقابلة صحافية: “الحرب هي أسوأ ما يمكن ان يعيشه الانسان وانعكاساتها كارثية على الدول والافراد والمجتمعات على حد سواء. وينتشر تأثيرها سواء اكانت حربا اهلية ام بين الدول على نطاق واسع، وتكون مدمرة بالنسبة الى الجنود او المدنيين، من النساء والاطفال، الذين يشكلون الحلقة الاضعف”.

وعن التداعيات الاقتصادية للحروب، قال: “كما هو معلوم فان الدول التي تشهد حروبا طويلة الامد ستعاني من ارتفاع سريع للدين العام، تكاليف مالية باهظة، تضعضع في القطاع السياحي، تعطل الانشطة اليومية، حيث لا يمكن للناس ان يستمروا في عملهم او يحافظوا على وظائفهم، كما تؤدي الى تضرر الممتلكات، تدمير البنى التحتية واقفال المصانع والمؤسسات، دون الحديث عن تأثيرها على الصحة النفسية والعقلية، وتسببها باعاقات جسدية دائمة، اضافة الى انتشار الفقر وسوء التغذية”.

واشار غملوش الى ان الدراسات والابحاث اثبتت ان الاشخاص المدنيين الذين عاشوا الحرب او نزحوا من بلادهم هم اكثر عرضة للاصابة بحالات الاكتئاب والصدمات النفسية وضيق النفس الشديد عن غيرهم من الاشخاص الذين لم ينزحوا من بلادهم او يعيشوا ظروف الحرب القاسية.

وقال: “حتى البيئة لن تسلم من الاثار المدمرة للحروب، التي تلوث الهواء والماء وتلحق الضرر بالمصادر الطبيعية وتحدث دمارا كبيرا للتربة والاراضي الزراعية، ما سيؤثر بالتالي على حياة الانسان وصحته ونمط معيشته”.

 وردا على سؤال عن مفهومه للسلام، قال غملوش: “لكل منا فلسفته الخاصة ومفهومه عن كيفية الدعوة الى السلام في العالم، ولكن بحسب رؤيتي للامور يكون بناء السلام بشكل اساسي من خلال التعامل مع الاسباب الكامنة وراء اقتتال الدول او الافراد او الجماعات، من هنا اهمية حل النزاعات والصراعات العسكرية باللجوء الى الدبلوماسية. فالسلام حاجة اساسية لشعوب العالم. والدول التي تنعم بالسلام على اراضيها وينعم الانسان بحقوقه تتحقق فيها الوفرة المادية والتطور التكنولوجي وازدهار التعليم والطب والهندسة، وتتوافر فيها كل الظروف المؤاتية لنمو الانسان الفكري والمعنوي”.

وتابع: “واجبي كسفير سلام الدعوة والعمل لانقاذ الطفولة والمراة فهم يشكلون العدد الاكبر من ضحايا الحروب على مر التاريخ، وهم من يدفع الثمن الاكبر في كل الصراعات لانهم الحلقة الاضعف. لذا من واجبنا التعاون وايجاد الطرق الايلة الى تحييدهم عن كل الصراعات بغض النظر عن خلفياتهم الدينية او الثقافية، فالمراة راعية الطفولة، والاطفال هم عماد المستقبل”.

وقال في هذا الاطار: “عانيت في طفولتي مع امي واخوتي الصغار من رعب الحروب وعايشت مآس عديدة في وطني لبنان حيث لم اعش طفولة طبيعية، في ظل النزاعات المسلحة، فكانت امي  تهرب بنا من مكان الى اخر بحثا عن الملجأ والامان …..”.

اضاف: “هاجرت مع عائلتي وطفلاي الى ايطاليا، بحثا عن امان فقدته منذ صغري وعانيت من صعوبات  في البداية، الى ان بدأت العمل وتعلمت اللغة الايطالية واستقريت وحققت مستقبلا باهرا تمنيت لو سمحت لي الظروف لاحققه في وطني. لهذا انا اشعر مع المغتربين الذين يحاولون بناء مستقبل لهم ولاولادهم في الغربة، واحاول مساعدتهم  بكل الطرق المتاحة من اجل التأقلم في البلد المضيف، وحضهم على احترام القانون واحترام الاخر، واحاول ايجاد فرص عمل لهم قدر المستطاع في بلاد تعيش السلام وتحترم حقهم في العيش الكريم”.

 واعلن ان هدفه من مساعدة المغتربين وتشجيع الجيل الجديد على الانفتاح على  الثقافات كافة، وتعريفه على حقوقه وواجباته من أجل ان يعيش بسلام وينظر الى المستقبل نظرة ايجابية.

وشدد على ان “هناك الكثير من التحديات التي نواجهها نحن واولادنا، لذا من الضروري ان يتم  تأهيل الجيل الجديد من خلال المساعدة في مشاريع التدريب وتنمية المهارات وتعزيز التعليم”.

وتحدث غملوش عن التغير المناخي والفقر، مشيرا الى “ضرورة الحد من التلوث والاحتباس الحراري من خلال الاعتماد كليا على الطاقات البديلة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية  وطاقة الرياح وترشيد استعمال المياه للمحافظة على الثروة المائية للحد من الاخطار الكارثية التي تهدد  العنصر البشري والتي سوف تؤدي في حال استمرار الوضع على ما هو عليه  الى تفاقم  ازمة نقص الغذاء في البلدان النامية والتي تعاني اصلا من الحروب والازمات الاقتصادية والمجاعات وانتشار الفقر والامراض”.

وقال: “علينا تشجيع مبادرات السلام وتقويتها والعمل قلبا واحداً، لنحافظ على اولادنا و الاجيال المقبلة من اي اضرار تطالهم او تنال من وجودهم الامن في هذا العالم”.

وختم غملوش: “عسى ان تحمل الايام والسنوات المقبلة الخير للجميع، ويحل السلام في كل بقاع الارض”.

Next Post

الاتحاد لحماية الأحداث في لبنان يقدم التعازي لقائد الجيش

قدم وفد من الاتحاد لحماية الأحداث في لبنان، ممثلا برئيسته السيدة أميرة سكر وأمين السر الأستاذ نزار نجد وأمينة الصندوق السيدة السيدة بشرى سعيد والسيد جهاد أبو فخر، التعازي لقائد الجيش العماد جوزف عون بوفاة والدته السيدة هدى.
الاتحاد لحماية الأحداث في لبنان يقدم التعازي لقائد الجيش

قد يعجبك